في كل ليلةٍ، يطلّ القمر علينا بشكلٍ مختلف، كأنّه يعيد اكتشاف نفسه في السماء. نصفه مضيء، ونصفه الآخر غارق في الظلّ، وكأنّه مرآة لقلوب البشر التي لا تُرى كاملة أبدًا.

الناس ينظرون إليه من أماكن متباعدة، كلٌّ يحمل أمنيته، وكلٌّ يرى في نوره معنىً يخصّه وحده. هناك من يراه رفيقًا لوحدته، وهناك من يراه تذكيرًا بما فقده، وآخرون يكتفون بالتأمل في جماله الصامت.

وربما لا يحتاج القمر إلى أن يكتمل أصلًا؛ فالكمال ليس في اكتماله، بل في قدرته على البقاء جميلًا رغم نقصه. وهكذا نحن أيضًا — لا نحتاج أن نكون كاملين، بل أن نستمرّ في الإضاءة، ولو بنصفنا فقط.