حين تسقط آخر ورقة من شجرةٍ في الخريف، لا يعني ذلك موتها، بل بداية استعدادها لحياةٍ جديدة. فكل سقوطٍ في الطبيعة هو وعدٌ بالنهوض، وكل نهايةٍ تختبئ خلفها بدايةٌ أخرى. الورقة الأخيرة لا تبكي سقوطها، بل تبتسم للريح التي تحملها نحو المجهول، لأنها تعرف أن رحلتها لم تنتهِ بعد.

نحن أيضًا مثل تلك الورقة. نمرّ بمواسم تتساقط فيها أحلامنا، وتتعرّى أيامنا من الألوان، لكن الأرض التي تحتضننا تُعيدنا دومًا للحياة، تمامًا كما تفعل الشجرة بعد كل خريف. المهم ألا نخاف من السقوط، وألا نظن أن الفراغ يعني النهاية.

في هدوء تلك اللحظة التي تلامس فيها الورقة الأرض، هناك حكمة عظيمة تهمسها لنا الطبيعة: “كُن خفيفًا كنسمة، واثقًا كجذرٍ في الأرض، ومتجدّدًا كالفصول.”