حين يبدأ المطر بالهطول، لا يبلّل الأرض فقط، بل يوقظ فينا ذاكرة قديمة، كأنّ كل قطرةٍ تحمل قصةً نسيها الزمان. يركض الأطفال في الشوارع، وتختبئ المارة تحت المظلات، بينما الأرصفة تبتسم لمائها الأول.
المطر لا يُسكت الضجيج، بل يبدّله بنغمةٍ أكثر صدقًا. نغمةٌ تشبه الاعترافات التي لا تُقال إلا في لحظة صدقٍ نادرة. وربما لهذا نحبّ المطر، لأنه يجعلنا أكثر إنسانية، وأكثر قربًا من أنفسنا.
وفي نهاية العاصفة، حين تشرق الشمس من بين الغيوم، نكتشف أن كل شيء عاد أنقى. كأن العالم اغتسل من تعب يومٍ طويل، وكأن القلوب أيضًا وجدت فرصةً لتصفو.