عند الفجر، هناك لحظةٌ لا تُشبه أي لحظةٍ أخرى، حين يتسلّل الضوء من وراء الأفق بخجل، كأنه طفلٌ صغير يوقظ العالم بهدوء. لا أصوات، لا ضجيج، فقط سكونٌ يوشك أن ينكسر بأول خيوط النهار.

تبدو الأشياء في تلك اللحظة كأنها وُلدت من جديد، الأشجار تلمع بندى الصباح، والهواء يملأ الرئتين بنقاءٍ منسيّ. حتى الطيور، حين تبدأ تغريدها الأول، تبدو كأنها تُعلن بداية حياةٍ جديدة للعالم بأسره.

إنه الفجر، حافة الضوء التي تذكّرنا بأن الظلام لا يدوم، وأن كل ليلٍ مهما طال، لا بد أن يفسح مكانه لصباحٍ جديد.